عزازيل
يوسف زيدان
أحداث رواية "عزازيل" تدور في القرن الخامس الميلادي، ولكنها تعالج قضية تشغل الإنسان في كافة العصور.
إنها تصور صراعا مزدوجا: بين معتنقي مذهبي المسيحية الجديد وأتباع الديانات الوثنية القديمة، وبين الراهب المسيحي "هيبا" وذاته.
"عزازيل" هو أحد أسماء الشيطان في الميثولوجيات الدينية، حيث يجسد نزعة الإنسان إلى "الشر" بالمفهوم الديني، ولك هناك تعبير باللغة العربية وهو تعبير "شيطان الشعر" يشير إلى العلاقة ما بين الشيطان والإبداع، في إشارة إلى أنه يجسد النزعة إلى التفكير الحر والتمادي في الخيال. بدون قيود أو محظورات، وهذا من متطلبات الإبداع بلا شك.
عزازيل في رواية يوسف زيدان هو شيطان لا علاقة له بالصفات السلبية التي تلصق عادة بإبليس في مفهومه الديني، وإن كان في جوهره لا يختلف عنه، إلا أن تناول الكاتب له جعله يبدو قريبا منا، فهو الأنا الداخلي لكل منا، المشجب الذي نعلق عليه كل رغباتنا المحرمة وجنوحنا إلى التحليق والحرية.
هو مناجاتنا الداخلية وحوارنا مع أنفسنا، هو صوتنا الآخر الذي نعمد إلى كبته حينا ويغلبنا فنلعنه في أحيان أخرى، هو الإغراء للاقتراب من الذات في أكثر حالتها بدائية ونقاء، ليس بالمفهوم الديني لهذه الكلمة، بل بالمفهوم الفلسفي لها.
يوسف زيدان جعل عزازيل يتحرك على أرضية شائكة، فهو جعله يستوطن روح راهب مسيحي، ولكن الأرض التي تحركت عليها شخصياته بدت مألوفة ليس فقط لها بل للمؤلف الذي قام بمجهود هائل في البحث في تفاصيل الحياة اليومية للمدن التي مر بها بطل روايته في عهد مضى عليه ألفا سنة، وأكد أنه كان يقضي أياما طويلة في القراءة والبحث من أجل القدرة على وصف ثوب أو وجبة غذائية أو وصفة طبية عرفت في ذلك العصر.
يوسف زيدان نجح في تقريب حياة العصر إلى قارئه بشكل مذهل.
ترشيح
الفائز 2009